الإمارات تحتل المركز الـ14 على المؤشر العالمي لتطور تجارة التجزئة
نتيجة للإصلاحات الحكومية واعتماد الرقمنة
كشف المؤشر العالمي لتطور تجارة التجزئة الصادر عن «كيرني»؛ شركة الاستشارات الإدارية الرائدة عالمياً، عن تصنيف الإمارات بالمرتبة 14 عالمياً، ما يؤكد مرونة قطاع التجزئة في الدولة نتيجة للإصلاحات الحكومية والسرعة في اعتماد الرقمنة.
وتصنّف الدراسة 35 دولة ناشئة تبعاً لمجموعة تضم 26 عاملاً و4 متغيرات رئيسية لتحديد الأسواق المتنامية والجذابة والخالية نسبياً من المخاطر. ويركز المؤشر على الاتجاهات الكلية، ويسلط الضوء على أهم التطورات الجديدة بالسوق، بدلاً من تقديم معلومات تفصيلية عن حصة السوق قد تكون غير هامة.
وتدفع التكنولوجيا والتسويق التجريبي النمو، الذي يسجله قطاع التجزئة بالإمارات؛ حيث يعتمد تجار التجزئة تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي لتقديم تجربة متعددة القنوات وأكثر شمولية، كما تفوقت مدفوعات البطاقات الائتمانية على المدفوعات النقدية، وسارع تجار التجزئة لاعتماد تكنولوجيات الدفع الرقمية، بما في ذلك محافظ الهاتف المحمول وتطبيقات الدفع عبر الهواتف الذكية كتلك التي يعتمدها بنك الإمارات دبي الوطني وتطبيق mePay، ما أسهم بتعزيز أداء القطاع بشكل أكبر.
صدارة
وتتصدر الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث إنفاق الأسرة على التجارة الإلكترونية، حيث يبلغ متوسط إنفاق الأسرة بالدولة (2554 دولاراً، أو ما يوازي 9385 درهماً)، وهو ما يعادل ضعف المتوسط العالمي للإنفاق (1156 دولاراً، أو ما يوازي 4248 درهماً) و4 أضعاف متوسط الإنفاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (629 دولاراً، أو ما يوازي 2311 درهماً).
وقال محمد ديدي، الشريك في ممارسات المستهلك وقطاع التجزئة لدى كيرني الشرق الأوسط، شركة الاستشارات العالمية التي أصدرت تقرير المؤشر: تشجع سهولة ممارسة الأعمال في الدولة والدعم المستمر، الذي تتلقاه الشركات الصغيرة والناشئة، إلى جانب عوامل التحفيز المصممة بعناية على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحفيز الابتكار في القطاع، كما شهدنا دخول كبار تجار التجزئة والعلامات التجارية على مستوى العالم إلى السوق أو توسيع حضورهم طوال العقد الماضي، إلى جانب مستويات الإنفاق الاستهلاكي المرتفعة. ويقف الاقتصاد الإماراتي في مصاف الاقتصادات المتقدمة بعد الاحتفال مؤخراً باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد، حيث تبنى سياسات قادت إلى تسريع نضج سوق التجزئة، التي لن تندرج قريباً في قائمة الأسواق الناشئة، ضمن تصنيفات المؤشر العالمي لتطور تجارة التجزئة.
شراكات
ويتناول المؤشر واقع أفريقيا، القارة التي تتميز بعدد سكان هو الأصغر سناً، والأسرع نمواً في العالم. وتسهم العلاقات التجارية التاريخية المتينة لأفريقيا مع دول المنطقة على عقد المزيد من الشراكات الحيوية. وتوفر مستويات النمو أمام تجار التجزئة فرصة مذهلة للاستثمار في السوق واستقطاب مستهلكين جدد. وأعلنت مجموعة من أبرز شركات التجزئة المحلية مثل ماجد الفطيم عن خططها التوسعية في دول مثل كينيا وأوغندا، مع التركيز على السعر والعلامة التجارية وتعزيز ولاء العملاء.
تحوّل
يشير المؤشر العالمي لتطور تجارة التجزئة على صعيد الأسواق إلى أن الحكومات التي تعتمد على الوقود الأحفوري تنظر إلى قطاع التجزئة كوسيلة لتنويع اقتصاداتها بعيداً عن النفط، كما يوضح تحوّل أهم مراكز الإنفاق الاستهلاكي في العالم من الأسواق المتقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا إلى الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.