fbpx

محمد بن زايد.. رؤية استباقية تغلبت على «كورونا»

مثّل شعاع نور وطمأنينة للنفوس في مواجهة أزمة بثت الرعب عالمياً

0

حققت دولة الإمارات، خلال مواجهة جائحة فيروس «كوفيد- 19»، نجاحات كبيرة أشاد بها العالم بفضل التوجيهات الحكيمة والمبادرات الاستباقية العالمية والإنسانية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي عززت من موقع الإمارات عالمياً في مواجهة الأزمات، وكانت صمام الأمان للمجتمع وكل من يعيش على أرض دولة الإمارات وبمثابة شعاع نور وطمأنينة في نفوس الجميع لتجاوز الأزمة التي أرعبت العالم أجمع والتصدي لها.

وقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ بداية جائحة «كورونا» مطلع عام 2020، نموذجاً فريداً ملهماً للعالم أجمع في نصرته قضايا الإنسانية ومد يد العون للجميع دون تمييز على أساس عرق أو لون أو دين أو موقف سياسي، وتصدر سموه قادة العالم الذين تفاعلوا على المستوى الدولي من خلال استعدادات الإمارات في التضامن مع العالم، لمواجهة تداعيات جائحة «كورونا»، لتنطلق من أرض الإمارات فكرة مساعدة دول العالم ومساندتها في تجاوز هذه الأزمة العالمية.

وطن الإنسانية:

مع بداية انتشار وباء كورونا المستجد «كوفيد- 19» في الصين، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي الوباء، وذلك بناء على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي وذلك في إطار النهج الإنساني الذي تنتهجه الدولة في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء ومد يد العون والمساعدة لهم في الظروف الصعبة، في وقت كان العالم يغلق الأبواب أمام المصابين بالفيروس والخوف من انتشار الفيروس في بلدانهم.

وقامت طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة بعملية الإجلاء، عبر رحلة «الإمارات وطن الإنسانية» والتي ضمت 215 شخصاً من رعايا دول عربية وصديقة؛ حيث شارك في عملية الإجلاء فريق الاستجابة الإنساني الذي تضمن فريقاً من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري والتي كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الإنساني والتطوعي.

 

وجهزت «المدينة الإنسانية» في أبوظبي بكافة التجهيزات والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعاية الدول الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً؛ حيث ستوفر لهم منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر، وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية إلى حين التأكد التام من سلامتهم.

 

وكانت هذه المبادرة من سموه تجسيداً لحرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة لكافة الشعوب التي تمر بظروف صعبة، من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين؛ بل استناداً إلى موقف إنساني نبيل.

 

وقال سموه: «تابعت باهتمام إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوباي الصينية إلى الإمارات، سيحظون برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم، نشكر الحكومة الصينية على تعاونها ونثمن جهود أبنائنا المتطوعين في هذه المهمة، إيماننا راسخ بوحدة المصير الإنساني».

وفي لفته إنسانية لبث الطمأنينة في قلوب العالقين القادمين إلى دولة الإمارات بعث سموه برسالة ترحيب شخصية تحمل توقيع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان نصها: «ابني: أحمد، ندرك صعوبة مغادرة مكان كان لك داراً آمنة، خاصة وأنك تغادر بسبب أزمة غير متوقعة إلى أرض جديدة قد لا تعرف فيها أحداً ولهذا أحببنا أن نرحب بك شخصياً في الإمارات.. نريدك أن تطمئن بأنك بين أهلك وأصدقائك وأنك ضيف عزيز مكرم، وسنوفر لك الرعاية الصحية الكاملة وكل ما يلزمك لمتابعة الرحلة إلى وطنك متى كان ذلك آمناً لك… حللت أهلاً ونزلت سهلاً».. محمد بن زايد آل نهيان».

 

وحملت تلك الرسالة في طياتها معاني نبيلة وأصيلة كانت بمثابة الدعم النفسي والمعنوي وأدخلت البهجة والسرور على قلوب الأشقاء والأصدقاء الذين ضاقت بهم السبل، وقامت الإمارات بإجلائهم وتضمنت رسالة سموه كلمات خالدة يسجلها التاريخ بمداد من نور في سجل الإنسانية كونها فتحت أبواب الأمل والطمأنينة في قلوب خالجها الخوف والقلق جراء ظروفهم الطارئة لتأتي تتويجاً لمسيرة الإمارات الإنسانية.

 

ولاقت مبادرة إجلاء رعايا الدول الصديقة والشقيقة ترحيباً كبيراً؛ حيث إنها تؤكد وحدة المصير الإنساني، وتستند إلى عِظم المسؤولية النبيلة التي تقوم بها دولة الإمارات في ظل قيمها الأصيلة وثوابت مجتمعها الوطني، كما تؤكد كفاءة نظام الرعاية الصحية في دولة الإمارات.

 

قادة العالم:

 

واستمراراً لجهود سموه للتأكيد على النهج الإنساني لدولة الإمارات، أجرى سموه اتصالات هاتفية مع عشرات المسؤولين ما بين ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات أكدت تقديم مد يد العون لكافة الدول لمواجهة أزمة «كوفيد- 19» و استعداد الإمارات الكامل لتقديم كل الدعم للحد من انتشار الوباء.

 

وقال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في تدوينات عبر حسابه الرسمي في «تويتر» وقتها: «الحياة لا تتوقف مع الأزمات، والانكفاء الداخلي لا يعبّر عن روح الشيخ محمد بن زايد القيادية، ونشاطه في الإشراف على إدارة أزمة فيروس كورونا يواكبه نشاط في تعزيز شبكة العلاقات الخارجية للإمارات، واتصالات سموه مع قادة العالم خلال الأيام الماضية تعكس هذه الرؤية».

 

وأضاف: «رصدت فوق 35 اتصالاً بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقادة العالم خلال شهر مارس تواصل يجمع بين التضامن والتنسيق في مواجهة أزمة «كورونا» وبين دبلوماسية نشطة لدولة الإمارات التي يقودها سموه، الأزمات فرص كما يقول المثل، وسموه يدرك بدقة أهمية تعاضد الأمم والشعوب».

لا تشلون هم:

 

وفي لحظات تاريخية يعيشها العالم من الخوف والهلع لانتشار وباء «كوفيد- 19» وتأثيره على الغذاء والدواء كانت رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات في 16 مارس/آذار 2020 أن «دولة الإمارات قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.. ولا تشلون هم» رسالة الطمأنينة والسكينة من قائد حكيم لكل من يعيش على أرض الدولة في الوقت الذي كانت فيه أزمة جائحة كورونا تسدل ستار الحياة في معظم دول العالم.

 

وقال سموه: «أريد أن أطمئن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أن الإمارات – بعون الله – قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.. فالدواء والغذاء خط أحمر.. وبفضل الله تعالى الدولة آمنة ومستقرة.. وجاهزيتنا مستدامة لمواجهة التحديات كافة».

 

وأضاف سموه: «نحن بدأنا استعداداتنا قبل كورونا.. وبفضل الله تعالى الإمارات آمنة ومستقرة ومتطورة طبياً ونحن في خير وأمان والحمد لله..وجاهزيتنا مستدامة لمواجهة التحديات كافة.. وإن ما نمر به اليوم هو ذاته ما يمر به العديد من الدول.. لكننا في وضع ولله الحمد أكثر أمناً واستقراراً..وكل عمل تقوم به دولة الإمارات هو لحماية الدولة وأهلها والمقيمين على أرضهما..فهذه أمانة في أعناقنا وواجب علينا أن نؤديه..ولن نترك أي فرصة إلا ونستغلها لحماية الدولة وأهلها».

 

ودعا سموه الجميع إلى التفاؤل والنظرة الإيجابية خلال مواجهة مختلف التحديات التي نشهدها.. وقال: «إن هذا ما تعلمناه من الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن نستغل الفرص ونستثمرها ونطوعها للتطوير والتقدم حتى نصبح أكثر قوة وتمكنا بعد اجتياز هذا التحدي».

 

بث الطمأنينة:

 

كما كانت لكلمات سموه المؤثرة عندما عبر عن تأثره بمشهد ترديد المقيمين للنشيد الوطني الإماراتي تأثير كبير لدى نفوس كل من يقيم على أرض دولة الإمارات، بثت كلماته الطمأنينة والفرح والامتنان؛ حيث قال سموه: «في هذه الأزمة.. نفخر بمواقف المواطنين والمقيمين، ولنا الشرف بخدمتهم..و نعتز بأخوتنا المقيمين الذين نسعد بهم على أرضنا..قمة الوفاء حين نراهم يرددون النشيد الوطني الإماراتي في هذا الوقت الصعب..نحن محظوظون بالجميع في وطننا..وبمشيئة الله سنتجاوز معا هذه المرحلة». وكانت تلك الرسائل من سموه ليس رسائل فقط؛ بل كانت نموذج ومصدر إلهام لكافة الجهات المختصة ومبادرات كبيرة على المستوى الوطني للحفاظ على صحة المجتمع الإماراتي حتى ترجمت أقوال سموه في تصدر الإمارات دول العالم في التصدي لتداعيات جائحة «كوفيد- 19»، وجاءت كلمة سموه بعدها المُبشرة دوماً بالخير حينما قال: «أبشركم الأمور طيبة، والوضع الصحي في دولة الإمارات طيب، خرجنا من أزمة كورونا بخير، وتعلمنا منها دروساً، وتجارب عديدة، ونحمد الله على بداية عودة الحياة إلى طبيعتها في دولة الإمارات»، ليتذكر الجميع المرحلة الريادية، التي شهدوها وعاشوها، من القرارات الحكيمة، والإجراءات الاستباقية، والتدابير الوقائية، التي اتخذتها قيادة دولة الإمارات.

 

علاج مجاناً:

 

ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بسداد تكاليف علاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا «كوفيد – 19» عن طريق الخلايا الجذعية، بهدف تعزيز وتشجيع الأبحاث الطبية لتطوير علاج داعم للمصابين بفيروس «كورونا المستجد» بالإمكانات البشرية والفنية وتوفير المستلزمات والتقنيات الخاصة به وتسهيل إجراءات تعميمه على كافة مستشفيات الدولة، ويعكس هذا العلاج إضافة إلى الإجراءات الطبية المتخذة تضافر الجهود وسعي سموه للإسهام في وضع حد لوباء «كوفيد- 19».

 

وبفضل توجيهات ومتابعة ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال أزمة «كورونا» تحولت الإمارات إلى مركز إمداد عالمي للأدوية والأجهزة الطبية والتدريب والبرامج اللوجستية المتعلقة بصناعة الدواء والمستلزمات الطبية ومد يد العون للجميع في أنحاء العالم.

 

مساعدات طبية:

 

وكانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة «كوفيد- 19»؛ حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة.

 

ومنذ بدء الجائحة في 2020 وحتى يوليو 2021، بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2,154 طناً تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.

 

وبلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية المرسلة 196، وتم إنشاء 6 مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا، كوناكري، ومورتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان.

 

وتم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، كما تم أيضاً التبرع ب 10 ملايين دولار كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد