” تصور الوجوه من الفضاء”..للتجسس أم لتجنب الكوارث؟
تخطط شركة Albedo Space الأميركية، إلى إطلاق أقمار اصطناعية تحلق في مدار منخفض من سطح الأرض، لتقديم خدمات التصوير الفضائي بدقة تصل إلى 10 سنتيمترات، أي بدقة تمكنها من تصوير وجوه البشر، ما أثار قلق البعض من احتمال استخدامها لأغراض “التجسس”، فيما قالت الشركة إنه سيتم استخدامها لأغراض “تمكن من تجنب الكوارث”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن شركة Albedo Space لا تعتمد على تقنيات التعرف على الوجوه في أقمارها الاصطناعية، والتي سيتم إطلاق أولها في 2025، إلا أنه سيكون لديها القدرة على تصوير البشر على الأرض بدقة فائقة.
وحصدت الشركة استثمارات بقيمة 100 مليون دولار حتى الآن، وأبرمت تعاقدات مع وزارة الدفاع الأميركية، وذلك بعدما تمكنت من حل معضلة التصوير الفضائي عالي الجودة، والذي كان يعتمد على تصنيع أقمار اصطناعية تتيح التصوير الأرضي بكلفة تصل إلى مليار دولار للقمر الواحد.
وستتغلب Albedo Space على هذه المعضلة، عبر تصميم شبكة أقمار يمكنها التحليق بأمان في مدار قريب من سطح الأرض، وهو ما يعرف باسم VLEO أو Very Low Earth Orbit، والذي يُقدر بمسافة تتراوح بين 250 و450 كيلومتراً من سطح الأرض.
تفاؤل حذّر
مدير ومؤسس شركة Albedo Space، توفير حداد، قال إن الشركة على دراية كاملة بالتخوفات المتعلقة بانتهاك خصوصية البشر، إلا إنه أوضح أن الخدمات التي ستقدمها ستسهم في إنقاذ حياة ملايين البشر، من خلال الاعتماد عليها من جانب الجهات المعنية في عمليات الإنقاذ أو الكوارث الطبيعية والبحث عن المفقودين.
كذلك ستقدم Albedo Space المساعدة إلى المؤسسات في مراقبة البنية التحتية والتخطيط العمراني، وإدارة اللوجستيات بدقة فائقة إلى جانب الاستخدامات الدفاعية والاستخباراتية، وفق قوله.
من الفضاء للأرض
وبحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن شبكة الكاميرات الفضائية ستقوم ببث ما تقوم بتصويره، وسيصل إلى المتعاقد خلال ساعة من تصويره عبر الخوادم الأرضية، ليبدأ إنجاز مهامه المختلفة بتحليل المحتوى المصور.
وكذلك ستتيح الشركة لعملائها إمكانية البث المباشر، بحيث يمكنهم متابعة ما يجري على الأرض عبر كاميرات الأقمار الاصطناعية في الفضاء في الوقت الفعلي.
صورة توضيحية لميزة التصوير الحراري بواسطة أقمار Albedo Space الصناعية – Albedo Space
ووفقاً للشركة، فإن Albedo Space ستقدم أيضاً خاصية التصوير الحراري، في ظروف الإضاءة الصعبة وخلال أوقات الليل بدقة عالية، والذي يسمح بمراقبة دقيقة لمحطات الطاقة، وكذلك إدارة المطارات والتعرف على مستوى تشغيل الطائرات من خلال تتبع الطاقة الحرارية المنبعثة من محركاتها.