سياحة دبي تزدهر ومطارها يحقق أرقامًا قياسية
أظهرت بيانات أولية أن قطاعَي الطيران والسياحة في دبي يتجهان لتسجيل أداء قياسي هو الأعلى على الإطلاق، مع مواصلة القطاعين تحقيق مكاسب قوية ومعدلات نمو متسارعة مقارنة بمستويات العام الماضي، بما ينسجم مع مستهدفات أجندة الإمارة الاقتصادية «D33» الرامية إلى تعزيز مكانتها، مدينةً عالميةً رائدةً للأعمال والترفيه، وكذلك أفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة على مستوى العالم.
وقال مديرون وخبراء في قطاع السياحة والسفر إن الإمارة تواصل جني ثمار نهجها القائم على الابتكار والتميز، ضمن منظومة عمل متعددة المحاور، تستهدف ترسيخ مكانة دبي وجهةً سياحيةً رائدةً على مستوى العالم، فضلاً عن تعزيز موقع مطارها البارز باعتباره أكبر مطار دولي في العالم ومحوراً للنقل الجوي يربط الشرق بالغرب.
وأظهرت أحدث بيانات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، الخاصة بأداء قطاع السياحة وأعداد الزوّار الدوليين، استقطاب الإمارة 13.29 مليون سائح دولي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ12.40 مليون سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بنسبة نمو بلغت نحو 7%، وهو أعلى رقم على الإطلاق في تسعة أشهر، واستقبلت دبي 4.75 ملايين سائح في الربع الأخير من العام الماضي.
وفي حال استقطبت الإمارة العدد ذاته في الربع الأخير من العام الجاري، بمعزل عن نِسَب النمو المتوقعة، فإن إجمالي أعداد السياح سيتخطى حاجز الـ18 مليون سائح، وهو رقم يشير إلى مواصلة الأداء القياسي الذي سُجّل خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
في المقابل، يواصل مطار دبي الدولي مسيرة نموه المذهلة في حركة المسافرين، محققاً أرقاماً استثنائية مع استقبال 68.6 مليون مسافر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
ويتوقع مطار دبي الدولي استقبال 23.2 مليون مسافر في الربع الأخير من العام، وهي الفترة التي تشهد ذروة في حركة المرور المباشرة، مدفوعة بعودة المغتربين إلى ديارهم لقضاء موسم الأعياد، وقدوم الزوار للاستمتاع بالفعاليات الشتوية في الإمارات، وبحسب مطارات دبي فمن المتوقع أن يصل إجمالي حركة المسافرين السنوية لعام 2024 إلى 91.9 مليون مسافر، وهو أعلى رقم في تاريخ المطار الممتد على مدار 64 عاماً.
مشاريع أيقونية
وقال الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريّس للسفريات – مجموعة الريّس»، محمد جاسم الريس، إن «النمو في قطاعَي الطيران والسياحة شهد تسارعاً خلال العام الماضي، ليواصل أداءه القوي في 2024 إلى أرقام قياسية»، مشيراً إلى أن «الرؤية الاستراتيجية والمشروعات الطموحة تدفع بدبي دائماً إلى مراكز متقدمة عالمية في قطاع السياحة، حيث سعت المدينة باستمرار إلى إبراز وتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للأعمال والسياحة والتجارة، وقد تُرجمت هذه الرؤية إلى سلسلة من المشروعات الأيقونية التي أعادت تشكيل أفق المدينة وجذبت الزوار من جميع أنحاء العالم».
وذكر الريس أنه إلى جانب البنية التحتية عالمية المستوى والتنوع الكبير في التجارب السياحية، تحتضن المدينة أكبر مطار دولي في العالم، يعمل كمركز عبور رئيس، يربط الركاب بوجهات مختلفة في جميع أنحاء العالم، مضيفاً: «دبي مدينة تلهم العالم وتدفعنا نحو آفاق جديدة من التطور والابتكار والنمو».
وأوضح أن «الإمارة تواصل زيادة طاقتها الفندقية لمواكبة النمو المتوصل في حركة السياح»، موضحاً أن عدد الغرف الفندقية في دبي بلغ، بنهاية سبتمبر الماضي، أكثر من 152 ألف غرفة فندقية ضمن 826 منشأة فندقية، مقابل نحو 148.8 ألف غرفة فندقية ضمن 815 منشأة في نهاية سبتمبر 2023.
وبيّن أنه بالتوازي مع العمل الدؤوب على تنويع الأسواق ورفع طاقة السوق الفندقية، تركزت السياسات الترويجية في المدينة على استهداف سياحة العائلات والترفيه، إلى جانب سياحة الأعمال والمؤتمرات، فضلاً عن السياحة الطبية، وغيرها من القطاعات، بما في ذلك الأحداث الرياضية والثقافية، كما توسعت العروض السياحية التي تستهدف العائلات والأطفال بشكل كبير.
وقال الريس إن «دبي أثبتت نفسها مركزاً عالمياً رائداً للأعمال، حيث تجذب الشركات المتعددة الجنسيات ورجال الأعمال، ويعزز الموقع الاستراتيجي للمدينة عند مفترق طرق أوروبا وآسيا وإفريقيا من جاذبيتها وجهةً للأعمال»، مضيفاً: «تشتهر الإمارة بمعاييرها العالية للسلامة والأمن، ما يضمن بيئة آمنة ومرحبة للزوار والسكان، حيث أسهم هذا الالتزام بالسلامة في سمعة دبي وجهةً موثوقةً وآمنة».
قصة نجاح
إلى ذلك، قال المدير العام لـ«شركة العوضي للسفريات»، أمين العوضي، إن «قطاعَي السياحة والطيران في دبي يشهدان أداءً قوياً»، مشيراً إلى أن «هذا النمو المذهل يعكس الرؤية الثاقبة لحكومة دبي، خصوصاً بعد الجائحة، حيث قادت دبي حركة السياحة العالمية عندما ركزت المدينة جهودها على الإدارة الفعالة لمكافحة الجائحة ما جعلها في مقدمة الوجهات العالمية وأسرعها نمواً وتعافياً من تداعيات الجائحة، وأكسبها ثقة عالمية عالية كبيئة مرنة للأعمال والعيش فيها»، وأضاف العوضي أن «الإمارة ملتزمة بتقديم كل ما هو جديد ومميز لتجعل من كل زيارة تجربة فريدة من نوعها، حيث تشهد المدينة كل عام افتتاح العديد من المرافق الترفيهية ووجهات الجذب السياحي، وتسهم أجندة فعاليات الأعمال والفعاليات الترفيهية والرياضية، التي تقام على مدار العام، في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً للفعاليات العالمية».
وبيّن أن «معدل إشغال الغرف الفندقية في دبي وصل إلى 76.4% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مقارنة بمتوسط إشغال 75.7% خلال الفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من دخول أكثر من 3000 غرفة جديدة خلال 12 شهراً، حيث تثبت السوق باستمرار قدرتها على استيعاب المزيد من المشروعات الجديدة».
وأشار إلى أن جاذبية دبي وقدرتها على استقطاب السياح من جميع أنحاء العالم تزداد، نظراً إلى تبنيها معايير خدمة تتخطى التوقعات، لافتاً إلى أن «السياحة في دبي قصة نجاح بنيت على العمل الجاد والإبداع والابتكار».
لغة الطموح والإبداع
في سياق متصل، قال المدير التنفيذي لشركة «إس تي إس»، في مجموعة «دبي لينك»، صلاح منصور، إن «دبي تتجه بثبات نحو تسجيل نمو قياسي في قطاعَي السياحة والطيران في عام 2024، بفضل استثماراتها الفريدة والمستمرة، وتوسيع شبكة النقل الجوي».
وقال إنه «مع استمرار الجهود لتعزيز التنوع في العروض السياحية، تبدو دبي في طريقها لتكون واحدة من أكثر الوجهات السياحية والطيران رواجاً على مستوى العالم في السنوات المقبلة»، مضيفاً: «تواصل دبي أيضاً تعزيز سياحة العائلات من خلال العديد من المتنزهات الترفيهية، وهذه الوجهات تسهم بشكل كبير في جذب السياح من العائلات في المنطقة والعالم»، وتابع: «دبي جوهرة سياحية تتألق باستمرار».
وأشار منصور إلى أن «دبي تُوّجت هذا العام بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024 من موقع (تريب أدفايزر)، أكبر منصة للسفر في العالم، وذلك للعام الثالث على التوالي، وهي المرة الأولى التي تحقق فيها مدينة مثل هذا الإنجاز المهم».
وبيّن أن سياسة التنوع الاقتصادي التي انتهجتها دبي أسهمت في جذب استثمارات ضخمة في البنية التحتية السياحية والطيران، وتتضمن هذه الاستثمارات تطوير المشروعات العقارية السياحية، وتوسيع وتحديث شبكات النقل العام والمرافق الترفيهية.
ولفت إلى أن «دبي واصلت مساعيها للاستعداد للنمو، فخلال الفترة التي تلت الجائحة، وحتى نهاية سبتمبر من العام الجاري، أضافت دبي نحو 24 ألف غرفة فندقية جديدة إلى محفظتها، وافتتحت عدداً كبيراً من مناطق الجذب السياحي والوجهات الترفيهية، بما في ذلك متحف المستقبل وعين دبي وغيرهما»، لافتاً إلى أن «دبي مدينة تتقن لغة الطموح والإبداع، عينها دائماً على المستقبل ولا تنافس إلا نفسها».
وأشار إلى أن مطار دبي الدولي يعد نقطة وصل مهمة للشركات متعددة الجنسيات والاقتصاد العالمي، وبفضل مرونة الوصول وكثافة الربط الجوي، يمكن للمسافرين الوصول بسهولة إلى شركاتهم ومشروعاتهم التجارية، لافتاً إلى أن «النمو المتسارع بدأ بعد الجائحة مع تسجيل مطار دبي نمواً بنسبة 127% في أعداد المسافرين خلال 2022، مستقبلاً 66 مليون مسافر».
استراتيجيات جديدة
وقال المدير الإقليمي لـ«مجموعة فنادق حياة» في دبي، فتحي خوجلي، إن «دبي تواصل تقديم استراتيجيات جديدة لتحفيز النمو في قطاعَي السياحة والطيران، وتشمل هذه الاستراتيجيات تسهيل إجراءات السفر والتأشيرات، كما أن تشجيع السياحة الطويلة الأمد من خلال التأشيرات الذهبية والإقامة طويلة الأجل، يعزز من استقطاب المستثمرين والعائلات التي تفضل العيش في دبي».
وأضاف: «نشهد اليوم طفرة غير مسبوقة في قطاعَي السياحة والطيران بدبي، حيث تتجاوز أعداد الزوار التوقعات، ويعود الفضل في هذا النجاح إلى مجموعة من العوامل، منها التجارب السياحية المتنوعة التي تلبي تطلعات الزوار من مختلف الأذواق، إلى جانب استضافتها للعديد من الأحداث الثقافية والمهرجانات على مدار العام».
وتابع خوجلي: «تتمتع دبي بالعديد من المقومات التي تضمن استمرارها في الحفاظ على زخم النمو في قطاعَي الطيران والسياحة، ومن خلال استراتيجيات التسويق الفعالة، والتوسع المستمر في تقديم عروض سياحية متنوعة، والاستثمار في التكنولوجيا، ستظل دبي وجهة مفضلة للمسافرين والسياح من جميع أنحاء العالم، في الوقت نفسه تقوم دبي بتسويق نفسها على الساحة الدولية من خلال حملات ترويجية مبتكرة تستهدف أسواقاً جديدة».
وقال إنه «إلى جانب السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال، واصلت الإمارة تنويع قطاعاتها السياحية وركزت على جوانب إضافية، أما في مجال السياحة الرياضية، فقد أصبحت دبي مدينة رياضية تستضيف العديد من الفعاليات الرياضية الدولية، التي جعلت من المدينة وجهة مثالية للمسافرين الذين يحبون الرياضة، وفي مجال السياحة الطبية استقبلت خلال العام الماضي نحو 700 ألف سائح صحي من مختلف دول العالم».
المصدر: الإمارات اليوم