fbpx

هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة القادمة؟ الإجابة بين التفاؤل والقلق

هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة القادمة؟ الإجابة بين التفاؤل والقلق

0

بعد مرور خمس سنوات على انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة الملايين وألحق دماراً هائلاً بالاقتصاد العالمي، يرى خبراء الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية أن العالم أحرز تقدماً في بعض المجالات، لكنه لا يزال بعيداً عن الاستعداد الكامل لمواجهة جائحة جديدة.
منظمة الصحة العالمية: هل نحن مستعدون؟

بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، فإن الجواب على هذا السؤال “نعم ولا”. ورغم أن العالم استخلص دروساً مؤلمة من كوفيد-19، إلا أن نقاط الضعف التي ظهرت خلال الجائحة لا تزال قائمة.

من جانبها، قالت ماريا فان كيرخوف، رئيسة قسم الوقاية من الجوائح في المنظمة: “رغم التحسينات، العالم ليس مستعداً بشكل كافٍ”. وأشارت إلى أن النجاح في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال قد يغير قواعد اللعبة في المستقبل، لكن الانتشار الكبير للمعلومات المضللة يشكل تهديداً كبيراً.
خبراء يحذرون: جائحة جديدة محتملة

يعتقد توم بيكوك، عالم الفيروسات في “إمبريال كوليدج” بلندن، أن خطر جائحة أنفلونزا الطيور (H5N1) يجب أن يؤخذ على محمل الجد، حيث ينتشر الفيروس حالياً بين العديد من الأنواع الحيوانية، ما يثير مخاوف من تحوله لفيروس قابل للانتقال بين البشر.

في السياق ذاته، قالت ميغ شيفر، عالمة الأوبئة في معهد ساس الأميركي: “رغم التجارب السابقة، نحن لسنا أكثر استعداداً مما كنا عليه خلال كوفيد-19″، مشيرة إلى الحاجة لسنوات إضافية لتحسين أنظمة الرصد وتقاسم المعلومات.
تحسينات ملموسة وخطوات دولية

شهد العالم خطوات مهمة لتعزيز التأهب للأوبئة، منها:

افتتاح مركز منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأوبئة في برلين عام 2021 لتحسين كشف التهديدات.
تأسيس صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي عام 2022، الذي وافق على تمويل مشروعات بقيمة 885 مليون دولار في 75 دولة.
إنشاء مراكز لنقل تكنولوجيا تصنيع لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال في جنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية بدعم منظمة الصحة العالمية.

تحديات ما زالت قائمة

رغم هذه الجهود، لا تزال هناك أسئلة رئيسية بلا إجابة، أبرزها كيفية تبادل البيانات حول مسببات الأمراض الناشئة، وضمان العدالة في توزيع اللقاحات والعلاجات. كما يشكل انعدام المساواة في التمويل بين الدول تحدياً رئيسياً لاستعداد عالمي أفضل.
أمراض تهدد المستقبل

تعمل منظمة الصحة العالمية حالياً على تقييم مسببات الأمراض المحتملة للجوائح المستقبلية. وضعت المنظمة قائمة تضم 30 مرضاً قد يهدد الصحة العالمية، من بينها حمى لاسا، وفيروسات إيبولا، وزيكا، وماربورغ.
الخلاصة

رغم التحسينات التي شهدها العالم في مجال التأهب للجوائح، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً للوصول إلى نظام عالمي قادر على الاستجابة الفورية. وحتى ذلك الحين، يبقى التعاون الدولي والالتزام بتنفيذ الدروس المستفادة من كوفيد-19 شرطاً أساسياً لحماية البشرية من أي جائحة قادمة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد