علاج كورونا قد يستغرق عامين
وفق رئيس وحدة البحث والخبرة في معهد باستور بباريس
قال البروفيسور أرنو فونتاني رئيس وحدة البحث والخبرة في علم الأوبئة من الأمراض الناشئة في معهد باستور بباريس، إن افتراضات قوية للغاية أصبحت متوفرة عن هذا الفيروس، بحيث قدّر متوسط فترة حضانته بستة أيام أو 12 يوما كحد أقصى، مما يعني أن الحجر الصحي لمدة 14 يوما الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية والمطبق على العائدين من مناطق الإصابة، كاف للكشف عن المصابين به.
كما أن طريقة انتقاله أصبحت أكثر وضوحا، إذ يقدر اليوم أن المصاب به يصيب اثنين آخرين في حالة عدم وجود تدابير وقائية، كارتداء القناع والعزل السريع.
ولذلك يرى فونتاني أنه بإسقاط معدل التكاثر إلى أقل من 1، سيكون الوباء تحت السيطرة. كما اتضح أن المريض لا يكون معديا إلا من اللحظة التي تظهر فيها أعراض المرض عليه كالحمى والسعال وصعوبة التنفس
وأضاف فونتاني إن من المبكر جدا معرفة عدد الضحايا المتوقعين، خاصة أن المرضى يمرون بعدة مراحل، غالبا ما تبدأ بالالتهاب الرئوي الذي يتحول إلى فشل تنفسي حاد، تتبعه الالتهابات البكتيرية الثانوية، ثم تحدث الوفاة بعد أسبوعين أو ثلاثة، مما يعني أن الكثير من المرضى قد يموتون في الأيام القادمة، بحسب عدد المصابين بالفعل.
كما أنه لا يمكن على الفور تأكيد إصابة المرضى، بسبب عدم وجود اختبارات تشخيصية كافية، رغم أن السلطات الصينية تكافح لمواجهة أزمة صحية بهذا الحجم الكبير، حيث لم تحصِ أكثر من عشرة آلاف إصابة حتى الآن، رغم أن فريق النمذجة من جامعة هونغ كونغ يقدّر المصابين في الصين بنحو مئة ألف.
وأشار البروفيسور إلى أن فيروس سارس أكثر فتكا ولكن كورونا يصعب التحكم في انتقاله.
كما أن كورونا أصاب حتى الآن أكثر من عدد من أصابهم سارس الذي أصاب ثمانية آلاف مات منهم 774، وبالتالي فإن من المحتمل أن يكون عدد الوفيات بالفيروس الجديد أعلى بكثير من عدد الوفيات بسارس.
وقال فونتاني ردا على ادعاء الصينيين أنهم أنتجوا علاجا فعالا، إن المختبر الصيني بالفعل نجح في تثبيط نمو الفيروس في أنبوب الاختبار، إلا أن جميع الباحثين يعرفون أن هذا النوع من النتائج ليس مقنعا، لأن ما يعمل في أنبوب اختبار لا يوافق بالضرورة ما يتم عند البشر.
وقال إن العديد من الجزيئات الموجودة والمؤشرات العلاجية الأخرى، تقدم اليوم للمرضى الصينيين، تماما مثل الأدوية المستخدمة في العلاج الثلاثي لفيروس نقص المناعة البشرية.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بجمع الخبراء لاقتراح تجربة بالقرعة لاختبار عدة جزيئات في نفس الوقت، ومع أن القائمة غير معروفة بعد فإنه يجب أن تتضمن البروتينات المضادة للفيروسات التي ينتجها البشر بشكل طبيعي، مثل: لوبينافير وريتونافير وريميديفير.
وأشار البروفيسور إلى أن هذه الجزيئات تم بالفعل استخدامها خلال وباء سارس، وأن ملفها السمي معروف وآثارها الجانبية على البشر كذلك، وبالتالي فإذا كان واحد منها أو أكثر يعمل على الفيروس الجديد فإن ذلك سيساعد في تسريع استخدامها.
أما الطريقة الأخرى للحصول على العلاج فهي من أنبوب الاختبار، وذلك من نقطة الصفر، ويساهم فيها الباحثون في جميع أنحاء العالم، ولكن قد يستغرق الأمر سنة أو سنتين للحصول على دواء فعال.