fbpx

“نهلة كرم” تكتب عن “سارقة الابتسامات”

0

بقلم/ نهلة كرم 

كاتبة وروائية مصرية

أحب قصص الأطفال الذكية، التي لا تلقن الأطفال دروسًا مباشرة، مثلما تفعل الكثير من القصص لدينا، ولكن تلك التي تقدم الحكاية ببساطة وبعمق في الوقت ذاته، مثل هذه القصة “The Smile Thief” أو “سارقة الابتسامات” التي نُشرت عام 1996.
في هذه القصة تحكي فاتو كيتا (كاتبة من ساحل العاج) عن قرية يخيم عليها الحزن، لأن أطفالها فقدوا ابتساماتهم وضحكاتهم، وما من أحد في القرية يفهم كيف حدث ذلك، لأن الساحرة التي تسرق ابتسامات الأطفال وضحكاتهم تفعل ذلك دون أن يراها أحد، تتحول في الليل إلى بعوضة، وتحلق فوق القرية، باحثة عن أي ابتسامات يمكنها سرقتها، وما إن تلمح ابتسامة على وجه طفل، حتى تحط على شفتيه لسرقتها، ثم تطير بعيدًا دون أن يراها أحد.
ورغم أن الساحرة لم تضحك أو تبتسم في حياتها ولو مرة واحدة، إلا أنها لا تطيق أن ترى أحدًا يبتسم، لذلك تسرق ابتسامات الأطفال، لأنها تعرف أنه إذا فقد الأطفال ابتساماتهم، فلن يبتسم آباؤهم، وكانت تفعل ذلك بطرق عديدة، ففي الليل تتحول إلى كائنات أخرى، وفي النهار تستخدم صفارة تمتص بها الابتسامات بمجرد أن تنفخ فيها.
قصة بسيطة للغاية منشورة منذ أكثر من 20 عامًا، لكنها ملهمة وتعلم الأطفال أشياء ربما لن يفهموها كلها بعمق في عمرهم، لكنهم سيعرفون على الأقل أن هناك أشخاصًا قد يرغبون في سرقة أشياء ليسوا في حاجة إليها، ولكن لأنهم لا يطيقون أن يروا الآخرين يمتلكونها، ربما سيقضون سنوات من عمرهم لا يفهمون لماذا تعرضوا لأذى من آخرين رغم أنهم كانوا يعاملونهم بلطف، ولماذا يتعمد أحد مضايقتهم دون سبب، ربما سيحتاجون سنوات لفهم نفوس البشر، لكنهم حين يصلون إلى عمر يمكنهم من تحليل الشخصيات، وفهم ما وراء الحاجة إلى سرقة ابتسامة أو ضحكة، سيتذكرون قصصًا مثل تلك ويعرفون أنها كانت تخبرهم بكل شيء، لكنهم كانوا أصغر من أن يفهموا المغزى في البساطة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد