المغربي “محمد البوعبيدي”: الكتاب الجدد يعانون التهميش والإهمال
حوار: آية ياسر
هو شاعر وكاتب مغربي، مارس القراءة والكتابة منذ الصبا شعراً ونثراً، يكتب الرواية كأنه ينظم النثر، ويجنح إلى اللغة الموجزة المكثفة.. إنه الأديب المغربي محمد البوعبيدي، صاحب ديواني “جنون اليرقة” 2014، و”الطلقات” 2016، وروايات “المذنبون”، و”الخادمة”، “استيبانيكو: المغربي الذي اكتشف أمريكا”، “الكوابيس”، “الأحلام لا تشيخ”.. الذي كان لنا معه هذا الحوار:
في البداية حدثني عن محمد البوعبيدي ككاتب؟ كيف كانت البدايات؟
بداياتي كانت دائما تذكرني ببدايات بعض كبار الكتاب و الشعراء، هكذا كنت أفكر، لقد نظمت الشعر في سن مبكرة كمثل احمد شوقي و ارتور رامبو، و هؤلاء أمراء النظم..فهل يا ترى سأكون مثلهم؟ أظن أنني تأخرت!
كنت اكتب كطفل و ليس ككاتب، قصائد المراهقة و مسرحيات السخرية البسيطة و حكايات و أساطير من الموروث الشعبي… هكذا بدأت…
حدثنا عن باكورة أعمالك الأدبية؟
الحديث عن أول أعمالي المطبوعة تقصدين، ديواني شعر “جنون اليرقة” و “الطلَقات”… لم أنشر فيهما قصائدي المفضلة لأسباب متعددة من ضمنها العوز المادي و إكراهات أخرى، ولكن حاولت أن أجعلهما فقط قنطرة للعبور، أو لنقل نقطة البداية، و قد حققا المراد، و انطلقت في طريق الأدب، على أمل أن أنشر ديوانا شعريا حقيقيا في القريب..
ماذا عن بدايات إبداعاتك الروائية؟
لا أخفيك أني كتبت أول رواية لي في سنة 1991، كنت حينها لم أبلغ العشرين، كانت رواية تحكي معركة حقيقية بين قبيلتين، كان عنوانها “تبودة”، و كانت روايتي الثانية سنة 1995 تحكي عن جريمة حقيقية بعنوان “جريمة في عين العودة”…لم أفكر في الطباعة و النشر حينها، كان الامر يبدو مستحيلا، لكني جئت بهذا لكي أقول لك بأن ميولي إلى الكتابة السردية كان حاضرا منذ البداية… أول رواية مطبوعة لم تصدر إلا مؤخرا تحت عنوان “المذنبون”، تحكي عن سيرة حقيقية للراوي… و بعدها صدرت “الخادمة” و هي جزء ثان للمذنبون.
ما القضايا الاجتماعية التي ناقشتها في رواية “المذنبون”؟
“المذنبون” رواية اجتماعية بامتياز، تحكي عن قضايا مجتمعية رائجة و هامة كالفقر و العوز و التحرش و الاغتصاب و أكثر.. اني أعتبرها رواية المرأة بامتياز.. الجميل في ذلك كله هو تطرقها لتجربة حقيقية و سيرة ذاتية، و لا أجمل من التعبير عن الواقع أكثر من الواقع نفسه..
كيف قدمت رواية “الخادمة” من منظور الأنثى؟ ولماذا لجأت إلى ضمير المتكلم في السرد؟
رائع سؤالك… إذا كان الراوي في “المذنبون” هو الشاعر، فإن الراوي في “الخادمة” هي الخادمة نفسها… في مقدمة “الخادمة” هناك سرد موثق للقاء الشاعر بالبطلة، بحيث حكت له حكايتها و فضلت أن تكون هي الراوي هذه المرة، حتى تقترب من القارئ أكثر، و تقتنع بنفسها و حكايتها أكثر، و تحكي له عن آلامها و آمالها و عن قديمها و جديدها… بشجاعة ناذرة قبضت نبيلة على الخيط الرابط و حكت أحداث روايتها التي تعتبر سردا حقيقيا لغرائب حياة النساء الخادمات…
ما تقييمك للمشهد الأدبي في المغرب العربي؟
قد لا أكون مُلمّا بمعرفة هذا المشهد بشكل جيد، إلا أن ما أعيشه يشهد بأن هبوط معدل الكتابة و القراءة بشكل مخيف في هذه البلدان، هو أكبر إشارة إلى نعت هذا المشهد بالبؤس، مع التلميح الى الصعود المفاجئ لمعدل القراءة بالجارة الجزائر، و هذا أمر أنوه به… هذا أمر ينعكس كذلك على الكتاب الجدد، و الذين يعانون التهميش و الإهمال، و بذلك يصيرون عرضة للفشل.. الحكومات هي الاخرى تلعب دورا كبيرا في ما وصل إليه هذا المشهد من تهميش و بؤس كبيرين..
هل من أعمال جديدة لك لم ترى النور بعد؟
نعم هناك أعمال جاهزة و لم تر النور بعد.. هناك مجموعة قصصية سأبعثها إلى المطبعة قريبا جدا.. هناك رواية جاهزة بعنوان “زوجة القاتل”.. هناك ديوان للشعر العمودي كان جاهزا منذ سنين، و قد حان الوقت لاخراجه للوجود.. و أما الآن فأنا بصدد تأليف رواية، سيرة ذاتية انطلاقا من مذكرات رجل، و هي بعنوان “مهاجر من أجل الوطن”… و أعمال أخرى تأتي في حينها.